محورية فهم الواقع في الصراع الفكري عند مالك بن نبي
أ: سهيلة عظيمي/ جامعة سطيف2.
تمهيد:
يحظى الواقع الإنساني بمكانة هامة عند المفكرين والفلاسفة وقادة التغيير عبر الأزمنة والعصور، من حيث محاولة قراءة سجل التجارب والأحداث الي حفل به ماضيا، وكذا التوغل في عمقه التاريخي ومحاولة الإحاطة بتجاربه والأحداث التي مر بها ، وتشخيص علله الحضارية، ورصد جوانب الضعف والهزيمة وكذا معالم الانتصار والقوة فيه، ومن ثمَّ اكتشاف السنن الاجتماعية الفاعلة فيه، والإلمام بقضاياه، وتحليل جوانبها المتعددة؛ إذ إنّ استيعاب هذا التاريخ الطويل، وطبيعة استجابته للظروف المتعاقبة والمختلفة؛ من حيث فهم ثقافته وأوضاعه النفسية والاجتماعية؛ يُعين الناقد والراصد لأحواله على امتلاك الرؤى اللازمة لمعالجته، والتصدي للتحديات والاحتمالات بخاصة إذا تعلّق الأمر بميدان خطير ألا وهو الصراع الفكري وما يفرضه من اختلالات في مرحلة ما، وإن الناظر في الإنتاج الفكري لماك بن نبي يجد ثراء كبيرا لهذا الجانب فيه. لقدكان لفهم الواقع عنده مكانة هامة ودور لا يستهان به في فهم الصراع الفكري، وإن تسمية ما دبج يراعه ضمن ما يسمى مشكلات الحضارة لدليل بارز على ذلك.
مفهوم الصراع الفكري:
الصراع لغة واصطلاحا:
1 – لغة:
الصراع مصدر لفعل صرع، والصرع الطرح بالأرض، ومنه صارع أي حاول طرحه 1، والصرعة الحليم عند الغضب لأنٰ حِلمه يصرع غضبه.
2 – اصطلاحا:
الصراع الفكري هو معركة فكر مع فكر ومقاومة حجة لحجة؛ فهو أحد مجالات التفاعل والتدافع الإنساني؛ يقوم بين الأفكار أو الأيديولوجيات أوالفلسفات أو الأطر المرجعية أو النظريات في شتى المجالات، وبين كل مفهوم أو اتجاه فكري يتعارض أو يختلف عن مفهوم أو اتجاه فكري آخر، والغاية من تلك المعركة هي إسقاط الفكرة بتحطيمها وعدم توفير البيئة العقلية التي تحتضنها أو تتفاعل معها. أومحاولة اختراقها بشتى الوسائل والأساليب حتى لا تجد الصدى المستهدف بها في الواقع.
ويبدو أن مالك بن نبي هو أول من وضع عبارة “الصِّراع الفكري
ologique)idé lutte) وهو يعني استراتيجية للسيطرة بوسائل أخرى غير السلاح لإضعاف صاحب الفكرة بالانتقاص من فعالية أفكاره، وإذا كان هذا الخصم مِنْ مُبْدِعِي الأفكار يُسْعى إلى مُحاصرته وعزله عن وسطه الاجتماعي.
وقد كانت سلسلة المحاضرات التي ألقاها بن نبي في باتنة خلال شهر ماي من سنة 1973 هي آخر محاضراته، وهي تُعالج موضوع الصِّراع الفكري، وهو يصف الأفكار بأنها “أسلحة غير مَرْئية، بل إنها غير مرئية أكثر من الأشعَّة غير المرئية. فبمعالجة قدرٍ مُعَيَّنٍ من الأفكار معالجة خاصة يمكن تحقيق أهداف تعجز عن تحقيقها القوة المادِّية“، ويضيف “إنَّ الاستعمار لا يمكن له أنْ يُبْقِيَ على حالة التأخر في بلداننا إلاّ إذا حَبَسَنا في مجال خالٍ من الأفكار. وعلى نقيض ذلك، لا يمكن لنا التخلص من تأخرنا إلاّ إذا تخلّصنا من الأفكار المتردِّية التي تمثل المجال الفكري الموروث عن قرون الانحطاط“.وقد اشتهر مالك بن نبي بأنه أول من استعمل هذا المصطلح2.
أهمية استيعاب الواقع في رصد الصراع الفكري:
إنّ الواقع الإنساني في بعده الإرادي – المعيش- عامة غير خاضع لقانون معيّن يتوجّه به، بل هو في تبدّل دائم لتداخل معطيات كثيرة فيه، وعلى رأسها أنّ مجالاته محلّ تصرّف حركات الأفعال الإنسانية الكبيرة المنبثقة عن نظريات وأفكار متباينة وغير ثابتة أو دائمة في صيرورتها التاريخية. ففيما تنبّه الغرب إلى الدور الذي تكتسيه دراسة واستيعاب الواقع في خدمة مصالحه المادية ، وضمان تأثيره الفكري والثقافي في غيره من الأمم، فإنّ التاريخ ليحمل لنا أنباء حركات كثيرة بشّرت ببدائل ذات قيمة في معيار الحق والخير، ولكنّها أخفقت في مهمّة ترشيد المسار الحضاري للواقع بسبب المناهج غير الموفقة التي سلكتها في تعاملها معه، حيث غفلت عن امتلاك رؤية عميقة وشاملة لطبيعته ومكوّناته، الأمر الذي حرمها من الاقتراب من أهدافها الثابتة التي سعت إلى تحقيقها3 وإذا أردنا استحضار شواهد من التاريخ نجد قامة فكرية ودعوية كأبي الأعلى المودودي في محاولته التحليلية لبعض للجهود الإصلاحية كتلك التي قام بها الشيخان “أحمد البربلوي”إسماعيل “4 الشهيدان، عاب على عمل هذين المصلحين على الرغم من إنصافه لهما لقيامهما بعمل جليل في مجال الفكر والإصلاح، أنه :(( لم يخطر ببالهما أن يبعثوا وفدا من العلماء المتبصّرين إلى أوروبا ليدرسوا هناك تلك الأمّة الغربية، التي كانت ولا تزال تجترف أقطار الأرض كالسيل الآتي ))5 ، لاسيما القطر الهندي الذي قاما للجهاد فيه، حيث لم يكن خافيا على أحد أن عامل الحضارة الغربية -ممثلا في الاستعمار البريطاني هناك- كان من أهم الأسباب التي أسهمت في محاولة طمس معالم الهوية الإسلامية، فهذان الرجلان لم يفقها عامل الحضارة الغربية الذي غدا آنذاك عاملا قويا ومؤثّرا في الواقع الفكري والنفسي إلى حد كبير، ولم يقفا على مواطن القوة فيه ومواطن الضعف في واقع المسلمين آنذاك6.
مالك بن وقضية الصراع الفكري :
1- استقراء تحليلي للتاريخ الحضاري الغربي:
انطلق مالك بن نبي في محاولة فهمه لقضية الصراع الفكري الذي هو في حقيقته لغة صامتة ليس لها من معنى واضح إلا بالنسبة لمن عاش أو يعيش تجربة خاصة، فعلم الاجتماع الحديث حتى في نظرته إلى العالم الثالث يستمد مصطلحاته من تجربته الخاصة التي تحكمها ثقافة السيطرة التي تتعالى على إدراك التجربة الإنسانية خارج حدودها وإطارها7، لذا نجد بن نبي في تناوله لقضية الصراع الفكري من أساس فكري واضح وهو المدخل الحضاري ، فقد حمل معه إلى باريس وهو ما يزال في سنِي الدراسة إحساسه العميق بمشكلة ابن المستعمرات ، وبدلا من أن يأخذه الانبهار والشعور العميق بالإحباط ، أخذ يتتبع بمنهجية تاريخ الحضارة الأوروبية ؛ ذلك التاريخ الذي أورث ما سماه الحالة الأوروبية، وقد أناخت بثقلها على مسيرة العالم الإسلامي ، حيث استقالت الحضارة الإسلامية من التاريخ بعد زوال دولة الموحدين في المغرب8. الذي كان في حقيقته سقوط حضارة لفظت آخر أنفاسها9.
فإذا كانت الحضارة الأوروبية قد عملت على بسط العلم في أرضها ، ففي غيرها تستعين بالقوة وهنا تبدأ الجذور الأولى لحقيقة الصراع الفكري بداية انفصال حقيقة العلم عن الضمير . ولها شبيه حالة بالانفصال الذي حدث في الحضارة الاسلامية في معركة صفين حين حلت القوة مقام الفكر والحوار .
تناول مالك بن نبي الظاهرة الاستعمارية باعتبارها نتيجة لمرض أصابنا وهو التخلف والقابلية للاستعمار من ناحية ، ومن ناحية فهو نتيجة للصراع الفكري الذي خططت له المصادر الاستعمارية التي أحسنت إحكام خطتها، إذ سلطت على مسرح الأحداث العالمية أضواء على المشكلات الهامشية، بينما تركت في الظلام ووراء الكواليس كل رؤية منهجية سليمة، تفتح الطريق أمام خطط التنمية الفاعلة والمتفاعلة مع حركة التاريخ10 ، أحسّ بن نبي (( إن البلاد المستعمرة لا تعرف عموما ما هو الصراع الفكري، وإنما تسجل تلقائيا نتائجه السلبية في حياتها، فحين ترسل إلى الخارج بعثة من الطلاب للدراسة العليا، فقد قامت بعمل يتصل بالصراع الفكري، ولكنها لا تعلم بالضبط مقتضيات هذا الصراع وأسلوبه ووسائله وأهدافه))11.
2 – الانخراط الفعلي في الواقع:
تخرّج مالك بن نبي من كبرى المعاهد الهندسية العالية في فرنسا، وسلخ أكثر من ثلاثين سنة عاشها في أوروبا ، وكانت هذه السنون الطويلة والخصبة بالنسبة إلى رجل عربي مسلم عميق الثقافة سببا في إظهار ذاتيته، وكان تعمقه في الثقافة الأوروبية سببا في تحرره من نفوذها، ومعرفته لمصادرها ومواردها ودوافعها الخفية وبواعثها العميقة . لقد تميّز مالك بن نبي على سائر الطلاب المغربيين والمشرقين بموقف جديد، لقد كان بن نبي في باريس مستغربا يريد أن يفهم الغرب ليفيد منه ويفيده ؛ أي دارسا للحالة الغربية التي فرضت وجودها على العالم بكل أبعادها، وليس مثل موقف المستشرق ؛ ذلك الغربي الذي جاء إلى الشرق يدرسه ليقدم للغرب خدمة تُعضّد أساليب السيطرة عليه، وبخاصة حين عاين الحالة الشرقية التي حملت على ظهرها تراثها كالعيس في البيداء يحملها الظمأ والماء محمول على ظهورها، فق المدّ الغربي طفق إلى الشرق يتخذا طابع الصراع.12 ذاك الذي مهدت له أقلام منظّريه وفلاسفته بسنين خلت؛ فقد قدّم علم الأنثروبولوجيا الذي كان من مراميه الكبرى دراسة المجتمعات الانسانية المتخلفة بقصد السيطرة عليها من خلال معرفتها خدمات كبيرة للقوى الاستعمارية يمكن لمس آثارها بوضوح في مواطن كثيرة في التبعية التي تعيشها قطاعات هامة في المجتمعات البشرية ويؤكّد لنا مالك بن نبي ذلك بقوله:(( إن الاستعمار لا يتصرف في طاقاتنا الاجتماعية إلاّ لأنّه درس أوضاعنا النفسية دراسة عميقة ، وأدرك منها مواطن الضعف فسخّرها لما يريد كصواريخ موجَّهة يصيب بها من يشاء، فنحن لا نتصور إلى أيّ حد يحتال علينا لكي يجعل منّا أبواقا يتحدّث فيها وأقلاما يكتب بها ، إنّه يُسخِّرنا وأقلامنا لأغراضه بعلمه وجهلنا ))13 لقد أصبح موجهوه يتلاعبون بعقول الناس ونفسياتهم وبمصير شعوب بأكملها ، إنه مازال الى حد الآن يتفنّن في اكتساب أقلام متجددة ليخطّ معالم المستقبل كما يريدها هو، وكما يقول الشيخ علي الطنطاوي – رحمه الله تعالى- : (( يا إخوان هل أنتم مستعدون لسماع الحقيقة ولو كانت مؤلمة ؟.. الحقيقة أننا نقول وخصومنا ( أعني خصوم الإسلام ) يعملون ، نحن ننام وهم يسهرون ، نحن نشتغل بحكم السبحة ونكتفي من الإسلام بالدعوة إلى تقصير الثوب وتطويل اللحية وهم يدرسون أحوال كلّ بلد ووضعه الديني والاجتماعي والسياسي والاقتصادي، ويضعون لكل بلد المنهاج الموافق له لتضليل أولاده وناشئته، وإخراجهم من دين الإسلام، يُخططون لعشر سنين وعشرين سنة، ننتظر حتى تقع الواقعة، فنعقد المؤتمرات ونتخذ القرارات ونخطب الخطب الصاخبة المزلزلة، ونكتب المقالات الملتهبة، ولكنها لا تحرق إلا أصابعنا، وعدونا ماض في طريقه لا يبالي بِنَا، لأنه خبرنا وعرفنا، وعلم أنه ليس عندنا إلا الكلام، وليس في خططنا إلا الارتجال))14.
وإذا تمعّنا في علاقة البلدان العربية والإسلامية تاريخا وحاضرا بالعالم الغربي ذي الصبغة التوسعية، نجد أن الاستعمار الظالم – نفسَه – على الرغم من الأهبة العسكرية التي قدم بها إلى العالم الإسلامي عامة، ما كان – حسب مالك بن نبي – معتمدا على عامل وحيد وهو هذه الآلة العسكرية للتحكم في هذه الشعوب، بل كان يُخطّط في الصراع الذي جرّ نفسه إليه تخطيطا علميا – إذ لم يكن يستبعد احتمال مطالبتها بالاستقلال والحصول عليه، لذلك نجد في كتاب شاهد القرن التأكيد التالي :(( يجب علينا أن نتصور الاستعمار كما هو، أي عقلية علمية مطبّقة في المجال السياسي فهو عندما أتى استصحب معه خطته الفنية في الاستعمار الأخلاقي والمادي لعله يستطيع تخدير الضمير وإعاقة الحياة الفكرية وبالتالي يعيق تطورها))15 ، لهذا يؤكد قائلا: ((إنّ البلاد المستعمرة تعيش الصراع الفكري، وتسجل نتائجه السلبية في حياتها وميزانيتها وأخلاقها، دون أن تعلن عن حقيقته شيئا، وتترك المعركة في وجوه نشاطها نتائجه المتنوعة، دون أن تشعر تلك البلاد أن معركة مرت بأرجائها))16
ضرورة فهم الآخر بين النقد والرصد:
إن النقد لا يجب أن يكون موقف عداء يتبادل فيه الخصمان الشتم والضرب بالأقلام والجمل، بل موقفا فكريا يتبادلان فيه آراءهما،
و إذا كان من الذين ألًفوا كتبا حول تجاربهم في الغرب ـ من المشارقة ـ : المصريان رفاعة الطهطاوي وعياض الطنطاوي ، والسوري أحمد فارس الشدياق و التونسي خير الدين باشا، فإن مالك بن نبي يبقى هو أحسن من عرف الغرب لأنه عايشه بمشاعره ولم يكتفِ بمجاورته أو التأمل فيه من الخارج. لقد تغلغل في أعماق الغرب بفضل دراساته وزواجه وعلاقاته وقراءاته، وبفضل طول المدة التي أقام خلالها في فرنسا، وكما يقول كمال مسقاوي :(( مالك بن نبي أطلّ في باريس على العالم الغربي ولم يدخل لعبته؛ لقد كان بين ناظريه حقل دراسة يُسيطر عليه بفكره، ويرقبه بعين الناقد يدرك محاسنه ويحسُّ بأبعاد مساوئه ))17. إن أمر الحضارتين الغربية والإسلامية، قد جذب اهتمامه للتعمق فيهما، و دراستهما لما لهما من اتصال مباشر بحياته، فهو الذي عايش الصدى المادي للأولى وأحس بفطرية أسس الثانية. ومن بين أعمال مالك بن نبي كلها، يُعدّ كتاب “وجهة العالم الإسلامي” بحقٍّ مساحةً للمقارنة بين هاتين الحضارتين. فمنذ أنْ وطئتْ قدماه أرض فرنسا سنة 1930 راح يُمعن النظر في الذات الفرنسية ، يحلل أفكارها ويرصد موقفها تُجاهّ المسلمين. ويحلل تاريخ الغرب مع العالم الاسلامي، لقد وقف على أن علاقة الجوار بين العالم الإسلامي وأوروبا قديمة، لكننا نسجل أن العالم الإسلامي لم يحدث له أنْ تحوّل إلى المسيحية (حتى قبل ظهور الإسلام)، وأوروبا من جهتها لم تقبل أبداً بالإسلام بين ظهرانيها. لقد تصادما في الأندلس في أواخر حكم المسلمين هناك، وتصادما في الحروب الصليبية وأثناء العهد الاستعماريّ. وكانت الحضارة الغربية تريد فرض سيطرتها على العالم الإسلامي الذي لم يواجه ذلك إلاّ بنهضة وهمية. وهكذا عاد الاتصال بين هاتين الكتلتين الثقافيتين في ظرف كانت فيه أوروبا في أوج ازدهارها، بينما كان العالم الإسلامي في الحضيض. الأولى صارت مُستعمِرة، والثاني صار قابلاً للاستعمار الذي هو في حقيقته نتيجة للصراع الفكري. ومن هذه المواجهة انبثق تاريخ القرن العشرين المُثْقَلُ بالآلام وسوء الفهم والمآسي.
مالك بن وفكرة الإشعاع بديلا عن الصراع:
يولي مالك بن نبي إلى ضرورة انتشار الفكرة بالإقناع لا بالقوة، يقول :(( يجب علينا أن نفكر كيف يجب أن نعطي لأفكارها أقصى ما يمكن من الفعالية ، ومن ناحية أخرى أن نعرف الوسائل التي يستخدمها الاستعمار لينقص ما يمكن من فاعلية أفكارنا))18 ، فيرى أن العالم الإسلامي هو الذي بإمكانه أن يحقق الظروف النفسية لظهور الإنسان الجديد، وأن رسالته هي التوفيق بين العلم والضمير ، وهي مهمة روحية تقوم على التخفيف من حدة الفكر المادي والأنانية القومية ، فهو بالأحرى يمثّل في الرواية الإنسانية دورين يقوم بهما في وقت واحد ، دوره ممثلا (فاعلا) ودوره شاهدا؛ هذا الاشتراك المزدوج يفرض عليه واجب التوفيق بين حياته المادية والروحية وبين مصائر الإنسانية، فهو لكي يقوم بدور مؤثّر فعال في حركة التطور العالمي ينبغي أن يعرف العالم ، وأن يعرف نفسه وأن يعرّف الآخرين بنفسه، فيشرع في تقويم قيمه الذاتية إلى جانب تقويمه لما تملكه الإنسانية من قيم 19، لأن هذا العالم الإسلامي قد احتفظ بمعنى جوهري هو معنى القيمة الخلقية التي افتقدتها الحضارة الغربية .
الهـوامـش:
1- ابن منظور أبو الفضل جمال الدين بن مكرم : لسان العرب، ج8، دط، دار صادر ،بيروت/ لبنان، 2003،ص 227.
2- يراجع في هذا السياق مالك بن نبي 8: الصراع الفكري، مالك بن نبي 34 : الأفكار المميتة، بقلم نورالدين بوكروح، ترجمة عبدالحميد بن حسان: http://aljazairalyoum.com .
3- يُنظر: النجار عبد المجيد: تجربة التغيير في حركة المهدي بن تومرت ، ط1، دون، تونس، 1404/ 1984م، ص 11، 12، 85.
4- وُلد السيد أحمد البربلوي ( مسترشد الشيخ عبد العزيز بن الإمام وليٰ الله الدهلوي صاحب كتاب حجة الله البالغة) سنة 1201هج/ 1786م، واستشهد سنة 1246هج/ 1871م. أما الشيخ إسماعيل حفيد الإمام ولي الله الدهلوي فوُلد سنة 1193هج / 1789م، واستشهد سنة 1246هج/ 1831م، يراجع في هذا المودودي: موجز تاريخ تجديد الدين وإحيائه وواقع المسلمين وسبيل النهوض بهم ، هامش ص121
5- المرجع نفسه: ص136.
6- المرجع نفسه: المرجع نفسه، ص138.
7- مسقاوي : حول فكر مالك بن نبي ، ص70.
8- مسقاوي: حول فكر مالك بن نبي، ص 48.
9- بن نبي : وجهة العالم الإسلامي ، ص36.
10- ينظر : المرجع نفسه، ص75.
11- بن نبي : الصراع الفكري في البلاد المستعمرة، ص 33.
12- مسقاوي عمر كامل/ حول فكر مالك بن نبي ، ص27.
13- بن نبي مالك / شروط النهضة – تعريب عبد الصبور شاهين – ط4، دار الفكر الحراش/ الجزائر، 1407/ 1987 م، ص159.
14- الطنطاوي علي: فصول في الدعوة والإصلاح -جمع وترتيب حفيده مجاهد مأمون ديانيه – ط1، دار المنارة للنشر والتوزيع، جدة، المملكة العربية السعودية، 2008 ، ص46، 47.
15- ينظر:بن نبي / وجهة العالم الإسلامي، ص: 109إلى 115.
16- الصراع الفكري في البلاد المستعمرة، ص35
17- مسقاوي / حول فكر مالك بن نبي، ص 28.
18- الصراع الفكري في البلاد المستعمرة، ص 19.
19- وجهة العالم الإسلامي، ص 165